العولمة الصحية

لقد كانت جلسة العولمة الصحية من أمتع الجلسات والتي سررت بالمشاركة بها في الملتقى السادس عشر لاتحاد المستشفيات العربية، فالعولمة الصحية اصبحت تتزايد بشكل كبير وتنوعت لتشتمل على انواع عديدة منها سفر المرضى للعلاج خارج بلدانهم (السياحة العلاجية)، وايضا سفر الاطباء ومقدمي الرعاية الصحية لتقديم خدماتهم الى بلدان اخرى, وهنالك اتجاه جديد وهو قيام مؤسسات صحية معروفة عالميا بافتتاح فروع لها في بلدان أخرى مثل كليفلاند أبو ظبي، ومؤسسات ترتبط باتفاقيات تعاون دولية، بالإضافة الى تقديم خدمات الاستشارات والتطبيب عن بُعد.

ومن العوامل التي أدت إلى توسع العولمة الصحية : ازدياد معرفة المرضى وقدرتهم على الحصول على معلومات دقيقة عن مقدِّمــي الخدمات الصحية في مختلف دول العالم، وسهولة السفر وعدم توفر خدمة طبية معينة أو أن الخدمات الطبية في بلادهم ليست بالمستوى المطلوب، أو في حال توفرت الخدمة الطبية الجيدة الا انها غير متاحة في الوقت المناسب مما يعني طول مدة الانتظار للعلاج أو بسبب ارتفاع كلفة العلاج.

وكان للعولمة الصحية دور واضح في رفع جودة الخدمات في المؤسسات التي تقدم خدماتها للمرضى الوافدين وهذا ينعكس ايجابا على الخدمات المقدمة للمرضى المحليين، فالعولـمـــة تُشجع المؤسسات الصحية للحصول على شهادات الجودة والاعتمادية الدولية لضمان سلامة المرضى.

وقد قامت دول مثل الأردن والسعودية بتأسيس هيئات محلية لاعتماد المستشفيات وكان لها أثر كبير في تعزيز ثقافة الجودة. وقامت امارة دبي بإلزام جميع المستشفيات الحكومية والخاصة بالحصول على الاعتمادية.

وأما الشركات والمؤسسات المعنية بتحويل المرضى، فعليها مسؤولية ضمان سلامة المرضى من خلال ترشيح المستشفيات التي تطبق أعلى معايير الجودة ويجب تدريب العاملين في هذه الشركات على اهمية الجودة وحقوق المريض ومسؤولياته، وسرية المعلومات بالإضافة الى اهمية ضبط العدوى ومعدل نجاح العمليات. ويجب توفير تغطية تأمينية للمضاعفات والاخطاء الطبية، وقد طالبنا بتنظيم عمل هذه المؤسسات ووضع معايير وشروط تضمن تطبيق ذلك.

ومن الامثلة الجيدة لنجاح الدول في العولمة الصحية نذكر الاردن الذي استطاع ان يتبوأ المرتبة الاولى في الاقليم كمركز جاذب للسياحة العلاجية ومن أسباب هذا النجاح تطبيق معايير الجودة وحصول أكبر عدد من المستشفيات على شهادة الاعتمادية الوطنية أو الدولية. وكذلك الاستثمار الكبير بالموارد البشرية المدربة وبناء مستشفيات بمستوى راقي وبتجهيز عالي جعل توفير الخدمة الطبية في متناول يد المرضى من مختلف فئات المجتمع المحلي والدولي وبأسعار منافسة.

د فوزي الحموري ... رئيس جمعية المستشفيات الخاصة - الاردن