ما زالت المستشفيات الخاصة تقبع تحت ضغط الديون الليبية التي تراكمت بعد تدفق عدد كبير من الجرحى الليبيين لتلقي العلاج في هذه المستشفيات إثر الحرب الأهلية التي اندلعت هناك في عام 2011.
ورغم تدقيق الفواتير العلاجية ثلاث مرات وتدخل الأجهزة الحكومية الليبية وتدخل النائب العام الليبي، فإن المستشفيات لم تتلق كامل مستحقاتها إلى الآن، حسب رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور نائل المصالحة.
وأكد المصالحة في تصريح خاص لـ»الدستور» أن المبالغ المستحقة تبلغ 130 مليون دولار ويتوزع المبلغ بواقع 80 مليونا للمستشفيات كديون قديمة فيما يبلغ علاج الأورام 50 مليون دولار وهي ديون حديثة.
وقال: «اجتمعنا الأسبوع الماضي مع الحكومة لبحث التدخل من أجل المستحقات»، مؤكدا أن هذه المستحقات تشمل أتعاب أطباء والتزامات تجاه مستودعات المعدات واللوازم الطبية، وأن تحصيلها يساعد بتحسين الأوضاع المالية لجميع هذه الجهات وفتح ملفات جديدة مع الأشقاء في ليبيا. وأشار مصالحة إلى أن كافة المستشفيات والأطباء ما زالوا عازفين عن توقيع أي عقود مع الجانب الليبي وأن المعالجة التي تتم فقط للدفع النقدي لوجود ديون وأيضا عدم وجود عقود أو إجراءات جديدة. وقال: التدقيق الذي تم لم تتدخل به المستشفيات أو الجمعية ومع ذلك لم يتحقق أي شيء إلى الآن، وفعليا هناك استباحة لحقوق المستشفيات، مبينا أن الحكومة الليبية سددت كامل المستحقات للأسواق الأخرى مثل تركيا وتونس «ونحن ما زلنا ننتظر أن نجد حلا لهذه الديون المعلقة».
وأضاف: رغم التأكيدات من قبل الجانب الليبي على أهمية فتح صفحة جديدة لبناء علاقة سليمة بين الجهات الليبية والأردنيين في ملف العلاج يتم فيه تلافي السلبيات وبيان واضح لطريقة دفع الحقوق لأصحابها فإننا لم نشهد أي تغيير على الإطلاق. وتابع: مع ذلك نحن نثمن الخطوات التي قامت بها الحكومة، ورفع التقييد عن الجنسية الليبية، وإن افتتاح خط طيران مباشر يربط بين الأردن وبنغازي، بعد شهرين فقط من إطلاق خط جوي مباشر بين الأردن وطرابلس، هو تتويج لجهود مكثفة استمرت على مدار السنوات الماضية. وأكد أن أهمية هذا الحدث هي في تعزيز التعاون بين الأردن وليبيا، وأن هذه الخطوة ستسهم في دعم القطاع الصحي الأردني من خلال تسهيل حركة المرضى الليبيين الراغبين في تلقي العلاج في المستشفيات الأردنية. كما أكد أن هذه الرحلات ستعزز من فرص الاستثمار في مجال السياحة العلاجية بين البلدين.
وحول وضع السياحة العلاجية في المملكة بين مصالحة أن السياحة في تراجع، «ورغم الاختلاف على الأرقام فإن المملكة استقبلت خلال العامين الماضيين عددا لا يتجاوز «130» ألفا بواقع «50» ألفا عام «2023» و»80» ألفا العام الماضي».
وأرجع المصالحة الأسباب إلى العدوان الذي تم على غزة والذي استغلته الدول المنافسة بالترويج بأن الوضع في المنطقة غير آمن، ما أثر بشكل كبير جدا على قدوم المرضى في عام 2023، مؤكدا أن الوضع كان جيدا في بداية العام إلا أنه تراجع في فترة الصيف وحتى نهاية العام. وأشار إلى أن الأرقام متواضعة جدا، مؤكدا أن الأسواق التي دخلت المنافسة قدمت العديد من العروض المغرية للعلاج وتقليل الكلفة في الهند وتركيا ومصر وتونس، لذلك يجب علينا اتخاذ العديد من الإجراءات. ولفت إلى قرب إطلاق منصة سلامتك للترويج والمنافسة في الأسعار مع الأسواق الأخرى للعمل على استرداد المرضى ضمن توفر كافة الإمكانيات الطبية والعلاجية في المملكة.
.png)