في أخفض بقعة في العالم تحت سطح البحر يقع وادي الأردن والذي يتوسطه البحر الميت الذي يوجد تحت مستوى سطح البحر بمقدار 427 متر، مشكلاً مشهداً طبيعياً لا مثيل له، وعلى حافة الوادي تأخذ الأرض بالارتفاع غرباً مكونةً سلسلة مرتفعات جبلية من أبرزها مرتفعات القدس وشرقاً تقع مرتفعات البلقاء وهضاب السلط.
وما بين السلسلتين الجبليتين عند وادي الأردن من الشمال إلى الجنوب يخترقه نهر الأردن، هذا النهر المقدس الذي ينشر الخصب والحياة والجمال في الوادي الذي يمتاز بمناخ دافئ في فصل الشتاء ويعتبر سلة غذاء للأردن وقد شهد حقبة حضارات قامت فيها مدن شهيرة عبر التاريخ.
ولا يوجد في العالم كله سطح مائي يشبه البحر الميت من حيث انخفاضه عن سطح البحر ومياهه الشديدة الملوحة رغم انها تتغذى على مياه نهر الأردن العذبة. وإذا كانت تسمية هذا البحر بالميت لتعذر وجود الكائنات الحية فيه فأنه بحر حي وغني بالأملاح والمعادن والتي تشكل ثروة هائلة يمكن الاستفادة منها في مجالات متعددة سواءاً في الصناعة أو في مجالي الطب والعلاج، حيث تعتبر مياه البحر الميت الغنية بالأملاح والطين المستخرج منها علاجاً ناجحاً للعديد من الأمراض الجلدية، إلى جانب سهولة السباحة فيه نظراً لارتفاع نسبة الملوحة في مياهه حيث لا يحتاج الإنسان إلى إلمام تام بفنون السباحة إذ يستطيع المرء ان يستلقي على ظهره ويترك مياه البحر الميت تحمله دون عناء.